بقلم عبير التميمي
عندما نخط حروف كلمة خيانه يترجمها العقل بالمقام الأول خيانه الأزواج أو الأحباب. فهذا أول مفهوم يرواد سكنات النفس. لإنها من الفواجع بالنسبة للمحبين أو شركاء الحياة. ولكن مع مرور الأعوام ونضوج العقل. وسيطرة لغه المنطق علي وعينا ندرك أن هذه الكلمة ما هي الإ مرادف لتصرفات وسلوكيات كثير ة بحياتنا. فليست الخيانه محصورة في معناها المعروف. من نفوس وأجساد خائنة فقط. لا فهناك الخيانه الكبري وهي العقول الخائنة لذاتها ولكل من يتعامل معها. نعم فهي أبشع انواع الخيانه أن تخون بقوة عقلك. بل وتسخر خيانه عقلك لنفسك ولكل من حولك و أن تستغله لتجعل من حولك يتقبل خيانتك. تلك السيدة التي شرفت على الستين عاما وترضي بأن تستمع لخبيث الكلام بل وتبرر للمخطاء خطاءة وتشجع علي ماحرم الله كي تستفيد بأمر تافه من عوارض الدنيا. أين عقلك وضميرك هل بقي لكي من السنين ما يمحو تلك السيئات وتكملي ماتبقي لكي من أرذل العمر في ذنوب ومعاصي. لتنعمي بما هو زائل وتستبدلي الخبيث بالطيب. هل عرضتي عقلك بمزاد الدنيا وإستبدلته بتلك العقول الخائنة. وهذا الرجل الذي أنعم الله عليه بوافر المال والصحة ويرضي أن يري ويسمع ضالاله القوم ولا ينبث بكلمه حق لوجه الله بل ويبرر لكل ذي جرم جرمه وييسر طريق الشر ويفتح له ذراعيه أين عقلك هل غفلك أحدهم وسرقه ووضع لك عقل الخائن. كيف تضع رأسك أيها الرجل أو أيتها السيدة علي الوسادة ويغمض لكم جفن. وقد كنتم سببا في هلاك وظلم نفوس. لمجرد أنكم غير مخطئين. وبعد كل ذلك تقنع نفسك وقلبك بأنك علي صواب وأن ما تفعله لا يمت للخيانه بصله. بل هو أستخدام ذكاء العقل للوصول لغرض وهدف معين أو الإستفادة الشخصية. وهذا هو المبرر الأول لكل من يكون ذات عقليه خائنة. ومن أوضح الأمثال علي خيانه العقول تلك النفوس الواعيه والعقول التي أصبحت خبيرة من تجارب الحياة ومع ذلك تري جرائم كبيرة من المذريات وتنساق بكل أريحيه إلي طيار الخطيئة لمجرد أنها سمعت كلمات أشعلت نيران عقلها الخائن لترى به الخطاء صواب والكذب والنفاق أفعال غير مقصودة. فهذا هو اللفظ الدارج لتبرير كل ما هو يليق بهذه العقول الخائنه. بل أكثر من ذلك فهي تدعم بقوة كل ما يثري جرائم من تتشابه جرائمه بمثيلتها كي يعم الفساد والظلام العقلي. فتطفيء تلك العقول كل باثقة نور تضيء للحق أو تظهره. لتجعل لنفسها من الظلام العقلي مأدبة ملوثة تتغذي عليها لتنمو وتنشر أهداب شرها وخيانتها. ومن عجائب هذه العقول أنها متبلدة الشعور لا يحركها غير الكبر والظلم وتتفاني في تدليث الحقائق لأن هذا ما يرضي عقلها الخائن. تزعم هذه الفئة من العقول بأن كل ما يحدث منها ليس الأ الصواب ولا يشعرون بأدني وجود لضمائرهم. هم تجردو منها منذ الأزل بل كلمة ضمير لا تمت لقاموس عقولهم ولا نفوسهم بأي صفة فقد نفذو فيه حكم الإعدام منذ أن أيقظت صحوة الخيانه بعقولهم. هؤلاء المسخ العقلي أصبحو للأسف متواجدين بكثرة وفي طور الوصول لظاهرة يجب أن ننتبه لتزيادها. و التصدي لهم بأن نكشف عن تلك العقول بالوقوف مع الحق. ولا ندفن رؤسنا في التراب كالنعام خشيه مواجهتهم. لأن من إكتمال صفات هذه العقول الخائنه إنها من الشخصيات الهشه المتهالكة نفسيا في مواجهة قوة الحق. ولا تجروء علي الصدام مع العقول الصادقة المخلصة وتصبح أمام الحق مثل أعجاز نخل خاويه ليس لهم من باقية. فتلك العقول الخائنة فارغة العقيدة والإيمان. ولذلك من السهل التخلص من شرورهم لأنهم فقدوا قوة خالقهم بنفوسهم. ونسوا الله فأنساهم أنفسهم.. فيجب أن نتصدي لهم بالفعل والقول وأعلاء كلمه الحق أمامهم لأن هذا هو الرداع الأول لتلك العقول الخائنه. ودمتم سالمين